رسالة إلي أبنائي ريتال ومريم والعزيز سليم

ولدي العزيز الغالي علي قلبي . تحية طيبه وبعد

مرسل لك من والدك رساله مستقبليه فلتقرأها ياولدي الحبيب.
بعد ان تذكرني وتذكر ايامي معك .
بعد ان تذكر شدتي عليك . واحضاني الدافئة لك . 
لتعلم يا صغيري اني ما قسوت عليك يوما الا  لحبي لك وخوفي عليك من هذا العالم القاسي . 
فقد خارت قواي في هذا الوطن وذقت لاجلك كبد العيش ومشقة الحياه وهوانا وزيادة ضعف  . سامحني يا صديقي الصغير . 
ففي بعض الاحيان كان يراودني الغضب مما اجد فاصب قليله عليك . كانت تكسرني امواج هذا البحر الهائج فافقد وعي وانازع نفسي بالبقاء لاجلكم  ويمنعني خوفي من ربي وانفطار قلبي عليك . 
سامح قسوتي فلربما اردتك ان تكون قويا منذ البداية شديدا جلدا لا يهاب الصعاب ولا ينكسر من  صدمات ستجدها حتما في هذه البقعه  من الارض .

فهي يافلذة كبدي وفؤادي قاسية مرة علي الضعفاء . مفترسة للشرفاء . مذبحة للاتقياء  فاردتك لذلك قويا جلدا  قادرا مؤمنا . وما اردت ان اراك ابدا بمثل حالي وما صيرتني اليه هذه الاهوال ..

اوقات كثيرة كنت اشفق علي مستقبلك في هذا المكان وكاني كنت اراه واعرفه .
   كنت اراك في مستقبلك تبكي وتشجبني وتلومني علي قلة حيلتي وضيق يدي . وينفطر فؤادي لذلك .

والله ياولدي لقد قضيت معظم حياتي خارج بيتنا الدافئ شتاءا  البارد صيفا لأذق مرارة البرد في الشتاء وحر الصيف
لتدفء انت وتبرد انت . فعلت مافي طاقتي واكثر ولكن لايكلف الله نفسا الا وسعها . فما قدرت علي اكثر من ذلك الا مارايت وما قدمت .

اردت لك  قصرا واسعا بحديقة كبيرة لتلعب وتمرح واخوتك .
اردت لك حيا سكنيا راقيا أفراده وقاطنيه من العلماء والادباء نظيفا حسن المنظر نقي الهواء .

اردت ايضا لك  مدرسة  علميه وتربوية صادقة في رسالتها  واصدقاء فيها متميزون يساعدونك علي الانجاز والتفوق والتميز .

اردت تعليما يميزك ويزيدك يجعلك لبنة في بناء علمي عظيم تساعد في رفعة شأنك ووطنك .

اردت لك سيارة فارهه لتقلك حيث اردت .بلا زحام يحترم فيها الجميع القوانين ويساعدهم علي تنفيذها بكرامة رجال امن صادقين مهمتهم سلامتك . .

اردت لك مدينة هوائها نظيف آمنة مطمئنه تمارس فيها حريتك وحقوقك بلا مهانة ولا حجر لرأيك .

اردت لك وطنا حقيقيا .  فوالله ما اردت لك  الا رغد العيش  وسعادة دائمه ..

ولكن ياولدي .....

سامحني فقد قررت ان اكتب لك نفس ما كتبه الي ابي من قبل وانا ايضا سامحته . 
ولكني سازيد عليه سطرا . 
"عندما تقدر علي الهروب من هذا المكان الضيق الي سعة الدنيا لا تكرر كتابة هذه الرساله لحفيدي الصغير  ......
  اهرب  ياسامبو  . اهرب يا ولد"